الأحد، 14 ديسمبر 2014

الذاكرة

 

http://www.altawhid.org/wp-content/uploads/2011/07/553.jpg

 

تعريف الذاكرة :

      لا تعتبر الذاكرة من وجهة نظر علم النفس قدرة نفسية بمعني أنها خاصية أو وظيفة مباشرة للنفس بحيث يمكن دراستها بالأسلوب الفلسفي الإستنباطي ، بيد أن مصطلح الذاكرة يتيح الحديث عن الوحدة الترابطية البنائية للعديد من الأنشطة التي تعكس في أصولها كلا العمليات البيوفسيولوجية من جانب و العمليات النفسية من جانب آخر ، ويتوقف مدي تحقيق تلك العمليات في لحظة ما علي مدي التقارب أو الإبتعاد الزماني للأحداث المكونة للذاكرة .

      ويتضمن نشأة أي فعل للذاكرة في ذاته ثلاث أطوار أو مراحل رئيسيه هي :

 

1- مرحلة التعلم :

        حيث يقوم الفرد فيها بعملية طبع مادة محددة طبقا لمقتضيات الموقف . وقد تؤدي تلك المرحلة إلي فعل إدراكي سريع او نشاط علي درجة من الصعوبة يتطلب التكرار و الممارسة حتي يتم إستيعاب المادة موضوع التعلم .

 

2- مرحلة تخزين المعلومات :

     وهنا نتحدث عن مدى الفترة الزمنية التي يمكن أن يحتفظ الفرد خلالها بالمادة المتعلمة التي قد تضيق لتوصف بأنها ذاكرة قصيرة المدى. أو قد يمتد بقاؤها تحت شروط خاصة لتوصف بأنها ذاكرة طويلة المدى .

3- مرحلة الاستخدلم الواقعي للذاكرة :

     وفي هذه المرحلة يمكن عن طريق العمليات التذكرية ( التعرف – الإسترجاع – إعادة التعلم ) استخدام ما تم استيعابة في شكل مخرجات قد تكون لفظية أو صوتية أو بصرية أو حركية أو بشكل يجمع بين ذلك كله .

     موضوع علم النفس في دراسته للذاكرة بالأسلوب العلمي التجريبي ينصب أساسا علي المرحلة الأولي و المرحلة الثالثة ، أما عن المرحلة الثانية فإن علم النفس يمكنه بدقة وموضوعية أن يدرسها من خلال العمليات التذكرية والتي تمثل أساليب قياس الذاكرة. وسوف نتحدث عنها في الصفحات التالية .

      ولما كانت أولي مراحل الذاكرة تهتم بتعلم المادة بأي صورة من صور المعلومات ( شمية – حسية – بصرية – سمعية – أشكال – ألفاظ – رموز –علاقات ) فإن مفهوم المعلومات التي تمارس علي الذاكرة يحتل مكانة خاصة بالنسبة لأبحاثها ودراساتها فما هي المعلومات ؟

      منذ أن تكون الزيجوت في رحم الأم ثم نما حتي صار طفلا كاملا بعد تسعة شهور وهو يبدأ في استقبال المعلومات لماذا؟ لأنه أصبح يمتلك جهازا عصبيا راقيا فهو يشعر بالدفء و الحرارة وما أن يخرج إلي العالم ويبدأ استقبال معلومات أخرى بجانب السمع والأحساس و هي المعلومات البصرية وقد يبكي لوجوده في رائحة كريهة وهو يحب ثدي الأم لاستمتاعه بتذوق اللبن وجميع ذلك يحمل في طياته أخبار عن العالم الذي يحيا فيه فالمعلومات إذن هي صورة الطاقة أو شكل من أشكال المادة و العلاقة حتمية بين المادة و الطاقة فالأذن تستقبل المعلومات السمعية في شكل ذبذبات خاصة وهكذا الحال بالنسبة للعين والجلد والحواس الأخري فجميعها يستقبل شكل معين للمادة أو الطاقة أين تذهب هذه المعلومات؟ إنها تذهب إلي الذاكرة ، وعلية فإن المعلومات عبارة عن نوع ما من المادة أو الطاقة توضع في الذاكرة ثم يتم استرجاعها من الذاكرة بعد فترة . وماذا نعني بأن التلميذ قد استذكر وتذكر مقطوعات شعرية أو كلمة كرسي أو كلمة راديو …ألخ .

بالتأكيد عندما يقول كلمة كرسي يعبر بها عن ذلك البناء للشيء الخارجي الذي يستخدم للجلوس ، إذن فكلمة كرسي تعكس تركيب ووظيفة الكرسي كما أن كلمة قلم تعكس تركيب ووظيفة القلم وهكذا الحال بالنسبة لمختلف أنواع المعلومات ونخلص من ذلك بتعريف أخر للمعلومات هو :
المعلومات عبارة عن نوع ما من الأخبار عن أي نظام ، بناؤه ، وظيفته والتي يمكن وصفها من خلال النموذج ، وما هو النموذج ؟ عندما نتحدث عن نموذج الموتور فأننا نقدم نظاما يوضح تشغيل عمل الموتور ، وعندما نتحدث عن نموذج بوهر للذرة فإننا نقصد نظام بناء الذرة كما تصورة بوهر ، وعندما يصعب علينا فهم عملية تكرير البترول فإننا نلجأ إلي نموذج يوضح لنا مراحل تكرير البترول وتحليله إلي مشتقاته المختلفة. إذن فالنموذج هو عبارة عن نظام له بناؤه ووظائفه التي تعكس بناء ووظيفة النظام الحقيقي الأصلي فعادة يعتبر النموذج تصور تقريبي لنظام البناء الأصلي والوظائف الأساسية. فالعين الصناعية نموذج يعكس بناء ووظيفة العين الأصلية الإنسانية. فهل هناك نموذج يوضح بناء ووظيفة الذاكرة ؟ هل يمكن تمثيل الذاكرة من خلال نموذج ؟ تماما كما أمكن دراسة وفهم الذرة و النواة من خلال النماذج الإفتراضية .
      وبما إننا بادئ ذي بدء نتعرف علي العالم من خلال الحواس فإن أول ما نستقبله من معلومات يعتبر حسي فيزيقي ليدخل إلي المخ عن طريق الجهاز العصبي ومن خلال التعلم تتحول تلك المعلومات الحسية إلي صور و أشكال مختلفة وعلاقات متباينة بفضل اللغة والإدراك و التخيل لنحصل علي أنواع مختلفة للذاكرة فما هي أهم أنواع الذاكرة ؟

http://romoh.me/wp-content/uploads/2009/07/memory_bubble3.jpg

أنواع الذاكرة :                                    
      وينتج عن إختلاف المعلومات في الصورة التي تستعمل بها وكذلك في شكل تخزينها بالمكونات العصبية الدماغية إختلاف في أنواع الذاكرة الذي يرتبط بشكل أو آخر من صور المعلومات وطبقا لخصائص تخزين وإبقاء المعلومات بالذاكرة يمكن تمييز الأنواع الأساسية الأتية :

1- الذاكرة التي تقوم علي أساس الصورة البصرية : Visual Memory
      وفي هذا النوع تقدم عملية طبع وتسجيل المعلومات بالذاكرة المرتبطة بنظام الإشارة الأول السمعي ، البصري ،والحس والتخيلات الأخري ، فتذكر التمرينات الرياضية يقوم علي تكامل الصورة البصرية للتمرينات ككل.
      ولهذا النوع من الذاكرة أهمية خاصة في النشاط الإبتكاري والإبداع الفني ويظهر دور المربي والأم في مدى تنظيم ما يقدم إلي الطفل من معلومات بصرية بحيث لا يؤدي إلي الإرتباك في استقبال المعلومات فكلما كانت المعلومات البصرية منظمة و مرتبة من البسيط إلي المعقد و التسلسل في تقديم الأشكال بدءا بالخط المستقيم ثم المنحني ثم الدائرة ثم المربع ثم الأشكال الأكثر تعقيدا. كما تتضح أهمية الذاكرة البصرية في تحويل المعلومات اللفظية في شتي مواد الدراسة إلي جداول في أشكال مختلفة حيث يساعد ذلك علي تنظيم عملية التذكر .

2- الذاكرة اللفظية المنطقية Logical Verbal Memory 
      وفي هذا النوع يحدث أن الفرد يتذكر تلك الألفاظ ذات المعني الذي ينعكس علي جوهر الأشياء و الظاهرة المراد تذكرها حيث تعتمد الذاكرة علي إدراك العلاقات المنطقية بين عناصر المادة المتعلقة. فالأمر لا يرتبط فقط بالشكل البصري فتذكر تكافؤ العنصر علي فهم قانون توزيع الإلكترونات في المدارات حول الذرة وليس فقط علي تخيل الشكل البصري للذرة وما يدور حولها .

3- الذاكرة الحركية Working Model Memory
      ويحتوي هذا النوع علي شكل المادة المتعلمة فيمكن تصور الحركة المنتظمة لنقطة مادية لها سرعة محددة كذلك يمكن تذكر خصائص الموجات بمعرفة مفهومي التردد و السعة حيث يتصور الفرد شكل النقطة المادية طبقا لحركة خاصة يمكن أن تعطي قوانين الحركة التوافقية البسيطة وعند تذكر تفاعل كيميائي محدد يتخيل الفرد الحركة التي تحدث عند ذرات من المجاميع الفعالة أو استبدالها بذرات عنصر أخر ، فالفرد يتذكر الصيغة الكيميائية طبقا لقواعد منطقية ويدعمها بتصور حركة محتوي المركب ليتذكر الفرد تركيب سكر الفركتوز والسكروز. ولهذه الذاكرة أهمية خاصة في معرفة قوانين الفيزياء و الميكانيكا .

4- الذاكرة الإنفعالية Emotional Memory
      ولما كان القرديمر بخبرات خاصة ترتبط بالتنظيم الإنفعالي له فإن هذا التنظيم يلعب دورا هاما في تذكر الأشياء و المعلومات ذات الصيغة الإنفعالية فيما يعرف بالذاكرة الأنفعالية للفرد ومحتواها ينحصر في تلك الحالات الإنفعالية التي تحتل مكانا هاما في خبرة الفرد السابقة في أن تطفوا أو تظهر لإي الذاكرة إحساس الفرد بعدم الإتزان أو الضيق أو حتي بعض علامات الخوف المرتبطة بمرور الفرد في خبرات أولية سواء كانت صعبة أو ممكنة .
      والذاكرة الانفعالية بجانب أهميتها البالغة في بعض أنواع النشاط أو السرور أو البؤس فإنها تعتبر التابع أو الصديق الدائم لكل إنسان مثل حياه الممثل الذي يستطيع تقمص الحالة الانفعالية للغضب فأظهرت الأبحاث الأثر البالغ للجوانب الانفعالية التي يتذكرها الإنسان في أي فعل أو عمل يقوم به وقوة الأثر تتوقف علي ثراء أو اشباع تلك الذاكرة الانفعالية وكذلك مدى ثباتها ومحتوى الخبرة الانفعالية ونوعياتها التي تم اختزانها في الذاكرة كذلك فإن العلاج النفسي بدون معرفة محتوي الذاكرة الانفعالية في أي نشاط يقوم به الفرد .

http://www.dw.de/image/0,,900914_4,00.jpg

طريقة ترابط المعلومات في الذاكرة :
      يؤدي الإختلاف في نوع المعلومات الحسية التي يستقبلها الإنسان إلي إختلاف أنظمة الذاكرة من جانب وإختلاف أنماط الذاكرة من جانب أخر ، وقد تعرضت فيما سبق لأنواع الذاكرة المختلفة والتي تظهر أساسا كنتيجة مباشرة لتشكيل وتوظيف النظم العصبية في القشرة المخية حيث تظهر أهمية التعلم في تكوين وتشكيل المراكز العصبية بالقشرة المخية فالأجزاء المؤخرية تضم مراكز البصر عند جميع أفراد النوع الإنساني وإنما تذوق الفنون التشكيلية بالنسبة لشخص ما عن عدم تذوقه للفنون التجريدية مثلا يتوقف علي نوع المعلومات التي تم تخزينها وبرمجتها في المراكز البصرية في البقاء العصبي الذي يوجد في القشرة المخية إنما يحتاج إلي معلومات نوعية متخصصة تظهر خصائص ذلك البناء العصبي الذي يعرف بالمراكز العصبية فهناك مراكز البصر ومراكز السمع ومراكز الشم ومراكز الأحساس اللمسي ومراكز التذوق وجميعها تعمل وفق نظم المعلومات الحسية التي تنتقل إليها لتشكل في النهاية نظاما متكاملا يؤدي وظيفة متكاملة هي النشاط النفسي والتفكير والإبتكار خلافه، تري كيف ترتبط تلك المعلومات التي نستقبلها بالحواس . يوجد علي الأقل ثلاث طرق من الناحية السيكولوجية نتعرف من خلالها علي وسائل ربط المعلومات كل منها بالأخرى من جانب كما توضح لنا أساليب تشكيل العلاقات العصبية المؤقتة بالقشرة المخية التي تعكس أحد جوانب الأسس الفسيولوجية للتذكر تلك الطرق هي :

 http://www.sst5.com/images/236010.jpg

1- الإرتباط عن طريق العلاقة الوظيفية بين عناصر الموقف أو الخبرة أو المادة المتعلمة :
      فعندما نتذكر إحدى التمرينات الرياضية التي تتكون من عناصر متتابعة الأداء فإنه يتكون بين أداء تلك العناصر علاقة وظيفية تقوم علي التتابع في الأداء بين هذه العناصر ، فأداء العنصر الثالث مثلا يعمل علي استدعاء الميكانيزم العصبي المرتبط بالعنصر الرابع وهكذا تتسلسل الأحداث التذكرية لأداء التمرين علي أحسن وجه .

2- الأرتباط عن طريق علاقات التشابه :
      حيث يتجه الإنسان نحو تذكر تشابهات الأشياء التي سبق أن مرت بخبرته وإرتبطت بأحداث معينة بشكل مفاتيح تذكرها لرؤية الإستاد الرياضي بالزمالك قد يذكرك بشكل الإستاد الرياضي في الإسكندرية والذي سبق أن مر بخبرتك مشاهدتك له .
      ولهذا النوع أهمية خاصة في أي عملية تعليم حيث يقوم الإنسان بعديد من المقارنات التي تقوم علي تذكر العلاقات المتشابهة في المادة المتعلمة .

3- الإرتباط بالتضاد :
      يشبه في محتواه الإرتباط بالتشابه ولكن عند حدوث الإرتباط بالتضاد فإن الإنسان يدرك العلاقة بين الشيء ونقيضه تماما حيث يسهل عملية تذكر المعلومات. فتذكر الإلكترون السالب الشحنة يرتبط بتذكر البروتون الموجب الشحنة وتذكر عملية الهدم يذكرنا بعملية البناء وهكذا يمكن أن ترتبط المعلومات التي تقع في علاقة التضاد فيما بينها .

4- الإرتباط عن طريق الأثر :
      وجوهر هذا الارتباط هو أن كل موقف إدراكي أو كل إدراك لموقف ما يترك أثر في المخ وذلك الأثر يعكس بناء أو تركيب الشيء المدرك . وخلال الفترة الزمنية التي تنقضي بين عملية التذكر والاستدعاء فإن الأثر يعاني بعض التغيرات في الإتجاه الذي يجعل البناء أكثر تماسكا . ولذلك إذا كان الموقف الأصلي يحتوي علي شكل بنائي لأبعاد يتضمن بعض عدم التماثل ، فالأمر سوف يميل لأحد الإتجاهين:
إما أن ينحو إلي تقليل عدم التماثل ، أنه سوف يقويه ويشكله، ذلك لأن الخصائص التركيبية للأثر سوف تجبره علي أن يتحرك إما إلي الإتجاه الأقصي أو إلي الإتجاه الأدني وهذا التفسير قدمة كوفكا سنة 1953.

قياس الذاكرة :
هناك ثلاث وسائل أساسية يستخدمها علماء النفس لقياس الذاكرة
( - ) الإسترجاع
( - ) التعرف

( - ) إعاده التعلم


الإسترجاع :
      هو طريقة مألوفة لدي جميع الطلبة الذين يكون عليهم أن يؤدوا إمتحان من نوع المقال . فمثل هذا الإمتحان هو في الواقع مثال لإختبار الاسترجاع . فالاسترجاع من الشخص أن يتذكر ما سبق أن تعلمه، وذلك عن طريق استدعاء الإستجابات الصحيحة .
      والاسترجاع يختبر بسهولة. ففي أحد أنواع التجارب المسماة ( تجربة الاسترجاع الحر ) يعرض علي الأفراد قائمة من البنود التي سيختبرون فيها فيما بعد مضي بعض الوقت يطلب منهم أن يسترجعوا أكبر عدد ممكن من البنود، بأى ترتيب يرغبون فيه وتحسب درجة الاسترجاع بالنسبة المئوية للبنود الصحيحة .

التعرف :
     هو عبارة عن تمييز تلك الأشياء التي سبق للفرد أن رأها أو تعلمها ، من تلك التي لم يسبق له أن رآها أو تعلمها. وهذا هو ما نفعله عندما نأخذ أمتحان من نوع الإختبار من متعدد. والتعرف هو ما يحدث عندما نري أن شخصا ما يبدو مألوفا جدا لدينا ولكننا لا نستطيع أن نذكر أسمه .
      ولقد قام روجر شبرد Roger Shepared  بعدد من التجارب ليقرر إلي أي حد يمكن للأفراد أن يتعرفوا علي مثيرات سبق لهم أن رأوها . وفي إحدي هذه التجارب وزعت علي الأفراد بطاقات عليها 450 كلمة . وكان علي الأفراد أن يراجعوا هذه المجموعة من البطاقات كل بحسب سرعته . وبعد ذلك كل واحد منهم يختبر في 60 زوجا من الكلمات : إحدى هذه الكلمات في كل زوج كانت من تلك الكلمات التي دونت علي البطاقات التي قام بحفظها ، في حين كانت الكلمة الأخري جديدة ( مشتقة ) . وكان المطلوب من الفرد أن يتعرف علي الكلمة في كل بطاقة . ولقد إستطاع الأفراد المشتركون في هذه التجربة أن يتعرفوا علي عدد مذهل من الكلمات . ففي المتوسط كانت نسبة 90% من التعرف صحيحة .

إعادة التعلم :
     هو مقياس للإحتفاظ لا يستخدم عادة في المواقف المدرسية ولإختبار مدى تأثير إعادة التعلم ، يطلب من الفرد أولا أن يحفظ شيئا جديدا ، وليكن مثلا قائمة من المقاطع الصماء وبعد فترة راحة – قد تتراوح بين ثوان قليلة وسنوات قليلة – يطلب منه أن يعيد حفظ هذه المادة . ويعتبر النقص في الوقت المطلوب لحفظ القائمة مرة ثانية أو النقص في عدد الأخطاء أو النقص في عدد المحاولات اللازمة للحفظ وعلامة علي إستمرار الإحتفاظ ، وإعادة التعلم مقياس حساس ، وقد يظهر في بعض الأحيان أثرا للذاكرة حتي في الأحوال التي لا يبين فيها المقياسان الأخران أثرا علي الإطلاق 0

الأسس الفسيولوجية للتذكر وتخزين المعلومات
    تشكل الآثار Traces المختلفة للعمليات العصبية الحادثة بالقشرة المخية وتكوينها بالنصفين الكرويين كنتيجة لمرونة الجهاز العصبي والأصول الفسيولوجية لميكانيزمات التذكر .
      فأى مؤثر خارجي يرتبط بأي نشاط نفسي يؤدي إلي حدوث عملية عصبية نوعية تقوم علي أسس عملية الإستثارة أو الكف للنشاط العصبي تترك أثرا في صورة التغيرات الوظيفية التي تسهل إنسياب العمليات العصبية عند تكرار مرور الفرد بالخبرة المراد تذكرها أو عند تكرار ظهور المثيرات المفتاحية التي تعمل علي استدعاء ما تم تعلمه .
      وعمليات التذكر تتطلب عمل اجهزة المراكز العصبية دون وجود المثير ذاته والذي أدي مسبقا إلي وجود أثر فسيولوجي عصبي يشبه فتح ممر عصبي معين يرتبط بتذكر شئ ما والتكرار الدائم و المدعم يعمل علي تعبيد تلك الممرات العصبية بشكل يسهل فيما بعد إستدعاء تلك المعلومات المخزونة ( التخزين يتم بشكل كهربائي كيميائي معقد وفقا لشفرة خاصة ) .

      

      وإدراك الأشياء والظواهر الخارجية تقوم علي أسس فسيولوجية للنشاط المعقد لعديد من الخلايا العصبية بالدماغ ( النصفين الكرويين ) والتي يتكون بينها ارتباطات زمنية يمكن أستدعاؤها بمفاتيح ( مثيرات خاصة ) ، عن طريق ميكانيزمات التذكر .
      وتخضع تلك الإرتباطات العصبية إلي نظام نوعي دقيق وليس مجرد عشوائية لنشاط الخلايا العصبية ويؤدي التدعيم المتكرر لتلك الإرتباطات العصبية وردود الأفعال المرتبطة بها إلي تكوين نظام ثابت نسبيا يوصف بالمرونة ويشمل قاعدة الذاكرة .
      إذن فوجود تلك الإرتباطات العصبية الزمنية هو الذي يجعل حدوث ميكانيزمات الذاكرة ممكن خصوصا تحت أثر فكرة مثيرة أو غيرها من المثيرات ( داخلية أو خارجية ) فإستثارة جزء ما في القشرة المخية بالدماغ Brain تمر عبر الممرات " الأثار العصبية " Neural traces السابق تكوينها إلي أجزاء أخرى كانت قد إشتركت وإرتبطت في تخزين المعلومات حيث يتكون في وعينا صورة Image خاصة ترتبط بتلك المعلومات أو الأشياء والظواهر .
      وعملية استدعاء المعلومات من الذاكرة لا يتم فقط بإستثارة نظام الإشارة الأول ( جميع الحواس ) بل أيضا بمثيرات نظام الإشارة الثاني أى استخدام الألفاظ والمفاهيم كإشارات خاصة ترتبط بشفرة ولغة عصبية معقدة تؤدي إلي حدوث التذكر .
      ويتوالي إلي خبرات الفرد أو تعلمه لمواقف جديدة ومواد أخري فإن تلك الميكانيزمات العصبية لا تعد ثابتة أو إنها تكرر بنفس الأسلوب وإنما يحدث تعديل لها حيث إعادة تنظيم الخبرة وبالتالي حدوث ميكانيزمات عصبية جديدة يمكن أن تكون هي الأخرى ( الإثارة العصبية ) مواد البناء لتخزين معلومات جديدة أي يتكون بناء منظم من المعلومات المشفرة – نطلق التذكر بأنواعه وميكانيزماته المختلفة .
      وهنا يجب أن نلفت النظر إلي النظر إلي حدوث ظاهرة التعميم يمكن أن يتذكر الفرد أن وخز أي جسم مدبب يؤدي إلي الألم وليس فقط المسمار. أي حدث تعميم تأثير الألم المتسبب عن المسمار علي جميع الأشكال المدببة وللتعميم دور هام جدا في عمليات تعديل وإنتقال الخبرة .
http://1.bp.blogspot.com/-jNU4jPcnqXE/Uh0ndxlDsvI/AAAAAAAABDE/iTsfo8d-gcM/s1600/-momery-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D9%8A%D8%B7.jpg

الميكانيزمات العصبية للتذكر
      وقد يخطئ الدارس إذا حاول تصور أن الذاكرة الإنسانية هي وظيفة واحدة ترتبط بتذكر شئ . فتذكر أبسط المعلومات يتطلب اشتراك عديد من العمليات العصبية العليا. ويمكن لعالم النفس الفسيولوجي أن يتحدث عن ثلاثة أنماط للذاكرة هي :

1- ذاكرة ترتبط بالأثر المباشر للمعلومات الحسية ( تذكر بصري ، سمعي, ذوقي ) .
2- الذاكرة ذات المدى القصير .
3- الذاكرة طويلة المدى ، وقد توجد أنماط أخري كثيرة غير معروفة للذاكرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق